العذراء، الكنيسة، نحن، والانتقال

14672 x served & 592 x viewed

انتقال السيدة العذراء 15 أب

ايقونة انتقال العذراء بالنفس والجسد

من أين جات فكرة الأحتفال بعيد الأنتقال؟ وماذا يعني لنا حدث الأنتقال بمعناه الروحي المسيحي؟ وماهي الرسالة التي توجهها لنا العذراء خلال قبول تلك الدعوة من خلال الابعاد الروحية؟

لا يذكر لنا الكتاب المقدس تفاصيل كثيرة عن مريم العذراء، وعن تفاصيل حياتها، ليس فقط بعد صلب المسيح، لكن حتى أثناء حياة يسوع، لذا لانعرف تفاصيل حياتها، لكن كل ما تذكره، هي أنها كانت أبنة بارة لأبوين صالحين، وقد أختارها الرب، لتمتلئ نعمة وتصبح أم الرب يسوع، وتطوبها جميع الأجيال وهكذا كانت بعد أن قبلت بشارة الملاك…. لكن هناك كثير من اللاهوتين والدارسين بحثوا عن أهم الجوانب التي عاشتها مريم، وذلك بعد ان سال البابا بيوس الثاني عشر اساقفة الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله: هل يؤمن المسيحيون في الأبرشيات التي يرعونها بانتقال مريم العذراء الى السماء بجسدها ونفسها ؟

ومن خلال قراءة الكتب التي دونت ما فعله الأباء الأولين والاباء الأفاضل في القرون الأولى من انتشار المسيحية الى اليوم، نجد، ان البابا بيوس الثاني عشر رأس الكنيسة الكاثوليكية بادر عام 1946 واخذ أراء الأساقفة بهذا الموضوع، وقد اختير المطران مار أثاناسيوس بولص هندو بالبحث لعدة سنوات، وكان غالبا ما يطلب في صلاته أن يكون وفاته بيوم عيد أنتقال العذراء الى السماء وتوفي في 15 أب 1954 فاعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر في الأول من تشرين الثاني 1950 .

وفي الأول من تشرين الأول 1950 اعلن البابا هذا الأنتقال عقيدة إيمانية. فيرسم أولا لوحة لتاريخ هذا الأعتقاد منذ القرن السادس .. وكيف استخلصت هذا الأيمان من معطيات الكتاب المقدس ويقول أن هذه البراهين كلها والاعتبارات التي نقرأها لدى الاباء والقديسين واللاهوتين تستند الى الكتاب المقدس كأساس اخير لها. فالكتاب المقدس يرينا والدة الاله متحدة اتحادا وثيقا بابنها الالهي ومشاركة اياه على الدوام مصيره.

لكن كما نعرف ان اباء الكنيسة الاولين منذ القرن الثاني، رأوا في مريم العذراء حواء الجديدة، خاضعة دون شك لادم الجديد، ولكن متحدة به اتحادا وثيقا في العراك ضد العدو الجهنمي، فكما انتصر المسيح على الموت بالقيامة هكذا كان يجب ان يحدث مع والدته مريم ليتحد جسدها بجسده كما قال الرسول بولس في 1 كورنثس 35 .

فأعلن البابا بهذه الكلمات :”فبعد ان وجهنا صلوات صلحة، والتمسنا نور وروح الحق، لمجد الله القدير الذي اغدق بسخاء عطفه الخاص على مريم العذراء، واكراما لابنه ملك الدهور الحي قاهر الخطيئة والموت، وزيادة في مجد والدته السامية المقام، وفي سبيل الفرح والابتهاج في الكنيسة جمعاء، بسلطان ربنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وبسلطاننا الخاص ونصرح ونعلن ونحدد كعقيدة اوحاها الله ان مريم والدة الاله المنزهة عن العيب والدائمة البتولية، بعد ان انتهت مسيرة حياتها على الارض، رفعت بالنفس والجسد الى المجد السماوي”.

اما ابعاد الانتقال فهي:

1.عمل الروح القدس الحال فيها منذ ان قابلها الملاك عند البشارة (رو 11:8 ).

2.قيامة الاجساد: ايمان الكنيسة بأنتقال العذراء هو اعتراف بأن اتحادها صميم بالله بالجسد والنفس، وهذا الاتحاد ابتدأ منذ تجسد ابن الله في احشائها، فالجسد هو مايتيح للانسان الحي ان يرتبط بعلائق بناءة بالكون والاخرين والله.

تعترف الكنيسة الارثذوكسية برقاد العذراء، وسيكون لي مقالة عن ذلك مع شرح لايقونة الرقاد. اما الانتقال فتقول عنه انه عقيدة ابوية ايمانية اما الكنيسة الكاثوليكية فهي عقيدة لاهوتية.

اما حركة لوثر الاصلاحية فتقول ان العذراء لم تمت ولم تدفن ابدا بل انتقلت الى السماء مباشرة.

بالحقيقة الانتقال هي رمز لحركة داخلية، اي الانتقال من حالة الى اخرى كالانتقال من مرحلة الانسان العادي الى الانسان المقدس او الانتقال من الياس الى الرجاء، او من الخطيئة الى البر، ومن الانتقام الى المسامحة.

فحدث الانتقال هو دعوة للجميع لعيش المحبة والتسامح والغفران لنحقق ونعيش الملكوت على الارض.

 وهذه العقيدة تؤدي الى الاعتراف بكلام يسوع … من امن بي وان مات فسيحيا ولذلك نقول عن الموتى، راقدين على رجاء القيامة منتصرين على الموت كما انتصر الرب يسوع وسحق ابواب الجحيم…

وهنا لابد من الاشارة الى ان الهدف من دراسة الفلسفة واللاهوت كي نفهم المعاني وليس لنصبح فلاسفة بالكلام (سفسطائين).

Comments

comments

This entry was posted in مقالات دينية and tagged , , , , , , , . Bookmark the permalink.

2 Responses to العذراء، الكنيسة، نحن، والانتقال

  1. عدي توما says:

    عاشت الأيادي

    • RashaToza says:

      شكرا لك أخ عدي ، ولتواجدك معنا ، انار الرب طرق حياتك …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *