أيقونة الثالوث الاقدس للراهب الروسي اندريه روبليف (1360 – 1430)

15477 x served & 2316 x viewed

ايقونة الثالوث الاقدس

تعدد الشخصيات في الايقونة لايعني الانقسام او التجزئة بل يعني الاتحاد معا بصورة الاله الواحد

إن لهذه الايقونة المعاصرة مكانة كبيرة جدا في قلبي حيث إنها تجسد لي ألايمان المسيحي بالاقانيم الثلاثة المتساوية في الجوهر (كما نردد ذلك في قانون الايمان). والثلاثة اقانيم معاً (الله الاب والابن والروح القدس) يمثلون الاله الواحد. حيث ان إلهنا لاينقسم ولا يتجزأ ولايقبل القسمة على ذاته ولكنه اله واحد بثلاثة صور، ولذلك ايضاً نلاحظ جلوس الشخصيات الثلاثة على كرسي واحدة وهي تأكيد على انهم الثلاثة صورة لاله واحد. وكأنهم يجلسون على تابوت العهد الي يضم بداخله الوصايا التي اعطاها الرب الاله لموسى على جبل طابور في العهد القديم، اما وجود الاناء الموضوع في الوسط (المركز) فهو اشارة للشراكة بين الاب والابن والروح القدس وكذلك اشارة لسر الافخارستيا التي هي مركز الثالوث والتي هي رمز للعهد الجديد. وهنا يجدر القول بان هذا الاتحاد الثالوثي يتم اثناء القداس عندما يتحد الثالوث الاقدس مع المؤمنين اثناء المشاركة في الذبيحة الالهية (القداس)، ويصبح الانسان هيكلا للروح القدس.

نلاحظ ايضا وجود هالات حول الرؤس الثلاثة وهي اشارة الى القدسية، وغالبا ما يستخدم هذا الرمز (الهالة حول الرأس) عند رسم القديسين والقديسات ايضاً.

يحملون العود او الصولجان بايديهم وهي اشارة الى السلطة، وهنا يجدر الاشارة الى الصولجان التي يحملها الاسقف او البطريرك للاشارة الى السلطة الممنوحة له من قبل الكنيسة وللكنيسة من الرسل والرسل من الرب يسوع.

نرى خلف كل شخصية رمز اخر فنلاحظ وجود شجرة خلف الشخصية الجالسة في الوسط وهي اشارة الى شجرة الحياة والشخصية تمثل الله الاب معطي الحياة، اما في الطرف الايمن فنلاحظ وجود صخرة وقد فسرها اللاهوتين والدارسين على انها ترمز الى الكون والخلق او الانسان ولذلك نرى ان هذه الشخصية تمثل ابن الانسان، ونلاحظ وجود بناء – يشبه الى حد ما الكنيسة، خلف الشخصية الثالثة الجالسة في الطرف الايسر وهي اشارة الى انها تمثل الروح القدس، وذلك لان الروح القدس يسكن الانسان فيصبح هيكل الله المقدس.

نلاحظ في الايقونة إن الشخصيتين في الطرف الايمين والايسر لهما اقدام اما الشخصية الجالسة في الوسط ليس لها اقدام، وذلك اشارة الى ان يسوع الكلمة المتجسدة جاء الى الارض والروح القدس ايضا قد نزل الى الارض بصور مختلفة منها النار والحمام والسحاب، اما الله الاب الجالس على العرش الالهي فهو لم يترك مكانه ابداً.

نرى الفنان يجسد نظرة الحزن والعطف والشفقة على الوجوه الثلاثة، للتعبير عن مدى محبة الله للانسان فهو يريد ان يقول ان الله حزين لما نحن عليه، لاسيما ان هذه الايقونة قد رسمت سنة 1415، اي بعد الحرب التي خاضها التتار ضد روسيا وبعد ماعانته روسيا من ويلات الحرب من فقر وانتشار الامراض والاوبئة بسبب النهب والسلب وحرق للكنائس و الهيمنة الاقطاعية و… فهي بذلك ايقونة تعزية.

اما بالنسبة للالوان المستخدمة في هذه الايقونة نلاحظ ان اللون الاصفر هو اللون الطاغي على الالوان الاخرى، ونلاحظ ان كل منهم له رداء يختلف بالتصميم واللون عن الاخرين ولكنهم يشتركون معا بوجود اللون الازرق في ردائهم. ولكل لون استخدم في الايقونة دلالته وهي:

  • اللون الابيض : اللون الذي يرمز الى النقاء.

  • اللون الاصفر : اللون الذي يرمز الى النور الالهي.

  • اللون الاخضر : اللون الذي يرمز الى الحياة.

  • اللون الازرق : اللون الذي يرمز الى الصفاء.

  • اللون البني : اللون الذي يرمز الى الرهبة.

Comments

comments

This entry was posted in شرح مبسط للايقونات - الفن الكنسي المقدس and tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *